تُعدّ دهون البطن المتدلية، أو ما يعرف اصطلاحياً بـ «البطن المترهل» أو «الدهون التي تتدلّى كالمريلة»، من أكثر المشكلات التي تؤثر على المظهر والثقة بالنفس. وعلى الرغم من أنّ الكثيرين يظنون أن الحل الوحيد هو الشد الجراحي (الابدو منوبلاستي)، إلا أن هناك طرقاً طبيعية وعملية تساعد على تحسين شكل البطن واستعادة تماسكه دون تدخل جراحي. تهدف هذه المقالة إلى شرح الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة وطرق علاجها اعتماداً على أساليب مبنية على الحركة، التغذية، وتصحيح نمط الحياة.

أسباب ظهور البطن المترهل
تتعدد الأسباب وراء ظهور ما يسمى بـ “البطن-المريلة”، ومن المهم فهمها قبل البدء بالخطة العلاجية. في كثير من الحالات، تكون المشكلة نتيجة عوامل مترابطة لا عامل واحد فقط، ولهذا يحتاج الشخص إلى رؤية شاملة للوضع. فالأمر يرتبط بمرونة الجلد، توزيع الدهون، ونمط الحركة اليومي. بالإضافة إلى ذلك، تلعب هرمونات الإجهاد وقلة النوم دوراً في زيادة تراكم الدهون في منطقة البطن أكثر من أي مكان آخر في الجسم. كما أن التقدم بالعمر يقلل من إنتاج الكولاجين والإيلاستين، مما يجعل الجلد أكثر استعداداً للترهل. ومن العوامل المهمة أيضاً الحمل المتكرر، خسارة الوزن السريعة، وضعف عضلات البطن العميقة.
التغيرات الهرمونية ونمط الحياة وتأثيرهما المباشر
تؤثر الهرمونات بشكل مباشر على تخزين الدهون، وخاصة في منطقة البطن. فهرمون الكورتيزول مثلاً، الذي يزداد مع التوتر، يدفع الجسم لتخزين الدهون حول المعدة. هذا لا يُظهر البطن فقط بشكل أكبر، بل يجعل الدهون أكثر صلابة ومقاومة للحرق. كما يلعب نمط الحياة دوراً محورياً. فالأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة يعانون من ضعف في عضلات الجذع، مما يتيح للبطن التمدد للأمام. كذلك، نقص البروتين في النظام الغذائي أو تناول السكريات بكثرة يساهم في زيادة الدهون الحشوية، وهي الأخطر لأنها تتراكم داخل تجويف البطن وليس فقط تحت الجلد. كل هذه العوامل تجعل مشكلة البطن-الفارط تظهر وتتفاقم مع الوقت إذا لم يتم علاجها من جذورها.
التعامل غير الجراحي مع ترهل البطن عبر استراتيجيات فعالة
يعتمد علاج البطن المترهل دون جراحة على خطة متعددة الجوانب تستهدف الدهون، الجلد، والعضلات في الوقت ذاته. تعتبر التمارين العميقة لعضلات الجذع أساساً قوياً لإعادة تشكيل محيط البطن. وتشمل هذه التمارين تقوية العضلات المستعرضة، عضلات الحوض، وعضلات أسفل الظهر التي تشكل مجتمعة “المشد الداخلي” للجسم. كما أنّ النظام الغذائي الصحيح يساعد على تخفيف الالتهاب وتقليل الدهون الحشوية. ولأن الكثيرين يفتقدون نظاماً يومياً ثابتاً، فإن بناء عادات بسيطة مثل المشي، شرب الماء بانتظام، والنوم الجيد يساهم بشكل كبير في تحسين شكل البطن. ويمكن هنا إدراج قائمة قصيرة تضم أهم الأساليب التي يمكن البدء بها بشكل تدريجي:
-
ممارسة تمارين الجذع العميقة 4 مرات أسبوعياً لتحسين استقرار العضلات الأساسية
-
تقليل السكريات والنشويات المكررة لتخفيف الدهون الحشوية
-
المشي يومياً لمدة 30 دقيقة على الأقل لتحسين حرق السعرات وتقليل الالتهاب
-
رفع كمية البروتين اليومية لدعم مرونة الجلد وبناء العضلات
-
شرب لترين من الماء يومياً لتعزيز مرونة الجلد وتقليل الانتفاخات
بعد تطبيق هذه الأساليب الأساسية، يبدأ الشخص عادة بملاحظة تحسن تدريجي في شكل البطن، خاصة إذا كان الترهل مرتبطاً بزيادة الدهون وليس بكسور عضلية مثل “الديستاسيس”.
دور التغذية والرياضة وكيف يعملان معاً لتحسين شكل البطن
تُظهر الدراسات أن الجمع بين تناول البروتينات بكميات كافية وممارسة التمارين العميقة يؤدي إلى تحسين مرونة الجلد وتقوية العضلات بشكل ملحوظ. فالغذاء يعدّ عاملاً أساسياً في دعم الأنسجة، خاصة الكولاجين، الذي يفقده الجسم عبر الزمن. كما أنّ ممارسة تمارين التحمل والمقاومة تحسّن توزيع الدهون وتمنع تراكمها في الجزء السفلي من البطن. ويمكن توضيح العلاقة بين هذه العوامل عبر الجدول التالي الذي يوضح أهم العناصر المؤثرة:
| العامل | دوره في تقليل البطن المترهل | تأثيره على النتائج |
|---|---|---|
| البروتين | يدعم بناء العضلات ويحسّن مرونة الجلد | نتائج متوسطة إلى سريعة |
| شرب الماء | يحافظ على مرونة البشرة ويقلل الانتفاخ | نتائج تدريجية |
| تمارين الجذع | تقوي العضلات وتقلل بروز البطن | نتائج واضحة خلال 6–10 أسابيع |
| تقليل التوتر | يقلل الكورتيزول ويحد من تخزين الدهون | تأثير قوي على الدهون العنيدة |
| النوم الجيد | يدعم الهرمونات ويقلل الشهية | تأثير شامل على الجسم |
بعد النظر في هذا الترابط، يصبح من الواضح أن الحل النهائي لا يقوم على عنصر واحد، بل على مزيج من عدة عادات تعمل معاً، وكلّ عادة تدعم الأخرى.
طرق عملية لشدّ البطن منزلياً دون جراحة
لتقليل دهون البطن المترهلة، يحتاج الشخص إلى استمرارية وليس مجهوداً مؤقتاً. فالنتائج التي تأتي مع الزمن تكون عادة أكثر استقراراً، وأقل تعرضاً للعودة مرة أخرى. ويجب التركيز على تمارين التنفس العميق التي تُفعّل العضلات المستعرضة، مثل تمارين “الفراغ البطني” التي تساعد على سحب البطن للداخل بطريقة طبيعية. كما يمكن استخدام المساج الذاتي لتحسين الدورة الدموية في الجلد وإعادة توزيع السوائل. إضافةً إلى ذلك، تعدّ التقنيات الحرارية غير الجراحية خياراً ممتازاً، مثل جلسات الراديو فريكونسي، والتي تعمل على شد الجلد دون أي تدخل جراحي. ويساعد ذلك بشكل خاص لدى من يعانون من ترهل خفيف إلى متوسط. ومن المهم أيضاً مراقبة الوقفة اليومية، إذ إن انحناء الظهر يدفع البطن للظهور، بينما يحسن الوقوف الصحيح من شكل البطن فوراً. كل هذه التقنيات يمكن تطبيقها منزلياً أو مع مختص، دون الحاجة لأي جراحة.
الخاتمة
في النهاية، يمكن القول إن البطن المترهل ليس حكماً نهائياً ولا يتطلب اللجوء إلى الجراحة دائماً. ففهم الأسباب الحقيقية يساعد على وضع خطة مناسبة تعتمد على التغذية السليمة، التمارين العميقة، تحسين الهرمونات، والعناية بالجلد. ومع الوقت، يمكن تحقيق نتائج واضحة وملموسة دون أي تدخل جراحي، شرط الالتزام والاستمرارية.
