زراعة القرنية
تعد نعمة الابصار من النعم التي لا تقدر بثمن وتتجلي عظمة الخالق في صنع اجزاء العين والتي تتكون من نسيج شفاف يوجد في مقدمة كرة العين يسمي بالقرنية وتسمح القرنية بمرور الضوء إلى داخل العين وتعمل على تركيزه بحيث نتمكن من رؤية الصور بوضوح وقد تؤدي عدة أمراض إلى تغيير شكل القرنية أو التأثير على شفافيتها مما يمنع مرور الضوء بشكل طبيعي إلى داخل العين ويؤثر بالتالي على الإبصار
هذا وتوعد عدة عمليات لزراعة القرنية منها عملية زراعة القرنية الأمامية العميقة والتي تتم فيها إزالة الطبقات الثلاثة العلوية من القرنية ثم استبدالها بطبقات أخرى من متبرع بالأعضاء مما ينتج عنها قرنية بديلة بسماكة جزئية وتمنح هذه الجراحة لما نسبته 90% من المرضى قدرة إبصار تتيح لهم القيادة ولكنهم قد يحتاجون الي ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة أو قد يحتاجون لإجراء جراحة أخرى تنطوي جراحة زراعة القرنية على بعض المخاطر إلا أن نسبة حدوث مضاعفات خطيرة قليلة كما قد يرفض جسم المريض القرنية الجديدة إلا أن ذلك يحدث في أقل من 10% من الحالات خلال فترة عامين بعد إجراء الجراحة ويسهل علاج الامر لأن رفض القرنية الجديدة لا يؤثر على طبقات القرنية الداخلية
وكذلك توجد عملية زراعة القرنية الأمامية السطحية بينما عملية الزراعة الداخلية لخلايا القرنية يتم فيها الاستبدال الكامل للقرنية حيث يحدث استبدال الطبقة الداخلية من القرنية بطبقة من متبرع بالأعضاء ويتم إدخالها عبر شق صغير دون الحاجة لخياطتها جراحيًا و تتحسن قدرة إبصار غالبية المرضى بعد هذه الجراحة بحيث ويتمكنون من القيادة بمساعدة النظارات الطبية أحيانًا. أما فترة التعافي فقد تستغرق حتى 6 شهور حتى تظهر النتائج بوضوح. هذا النوع من جراحات زراعة القرنية جديد ويسبب مضاعفات أقل خطورة، منها رفض طبقة القرنية الجديدة أو فشل الزراعة أو الإصابة بالجلوكوما أو تغير مكان الطبقة المزروعة، وهو ما قد يتطلب إعادة تثبيتها بواسطة الهواء خلال إجراء بسيط تحت تأثير التخدير الموضعي
وتتم عملية زراعة القرنية تحت تأثير التخدير الكلي أو الموضعي وتستغرق حوالي ساعة و يخضع المرضى للفحص بعد الجراحة وعادة ما يمكنهم مغادرة المستشفى في اليوم نفسه ويحتاج المريض بعد الجراحة لاستخدام قطرات الستيرويدات بالعين لمدة عام واحد أو أقل من عام في حالة الزراعة الداخلية لخلايا القرنية.